المدخــل : القسط
الموضوع : حق الله تعالى؛ الوفاء بالأمانة والمسؤولية – 2
مقارنة بين مفهومي الأمانة والمسؤولية :
الاختلاف بينهما نوعان؛ النوع الأول شكلي، والنوع الثاني اختلاف عموم عن خصوص:
-
فالشكلي: اختلاف في زاوية النظر إلى المعنى:
-
الأمانة جهة نظر إلى المعنى تركز على معنى الاستئمان الذي انبنى عليه التكليف بالأمانة، فكانت مبنيةً في دلالتها على تنبيه الضمير على التركيز على استئمانه على شيء استمد أهميته بسبب هذا الاستئمان!
-
والمسؤولية جهة نظر إلى المعنى تركز على المحاسبة المترتبة على التكليف بالأمانة، فكانت مبنيةً في دلالتها على وعظ الضمير بأهمية الشيء المستأمن عليه من خلال تنبيهه على المحاسبة الآتية في الدارين من خلال السؤال الصريح المفصَّل.
-
-
أما اختلاف العموم عن الخصوص، فراجع إلى شمول الأمانة للنفس باعتبارها هي ذاتها أمانة أيضا، ثم قصور المسؤولية على التكليف بما للغير حق فيه، لذلك فالأمانة مفهوم أكثر عموما من المسؤولية، (والمسؤولية أَخَصُّ من الأمانة).
الوفاء بالأمانة :
التعريف : هو الاجتهاد العملي في رعاية حق الأمانة الناتج عن الاستشعار القلبي بالواجب تجاهها،
وشرط الاجتهاد في رعياتها : الاستمرار فيه،
وضمانة الاستمرار : الشعور الدائم بـشعور الأمانة الذي هو شعور الخوف الجاد من التقصير فيها، هو شعور لم يتحقق به الإنسان فقبل تحمل الأمانة، كما ذكرت الآيةُ : ﴿...وحملها الإنسان...﴾.
وأصل الشعور بالأمانة : الخوف الصادق من الله، باعتباره الرقيب عليها في الدنيا، والحسيب عليها في الآخرة.
* ولهذا كانت الأمانة مرتبطة حصولا وانعداما بالإيمان، مصداقا للحديث «لا إيمان لمن لا أمانة له».
الوفاء بالأمانة والمسؤولية : أساس نشر الثقة وشرط نماء المجتمع وصلاحه.
تؤثر درجة الوفاء بالأمانة في قوة نمو المجتمع في جميع المجالات:
لأن قوة شيوع الوفاء تؤثر على درجة الثقة في المجتمع أفرادا ومؤسساتٍ، ثم تؤثر الثقة في مرحلة تالية على سير النشاطات التجارية وعلى العلاقات الاجتماعية، فكلما كانت الثقة أقوى كان السير أسلس وأقوى. والعكس بالعكس.
مما يؤثر بأثر ملموس على التنمية في جميع المجالات.